الدكتور علاء الجرايحي محلب يكتب: ملاحم بطولية

الدكتور علاء الجرايحي محلب
الدكتور علاء الجرايحي محلب

الملاحم البطولية التي قام بها المصريين ما أكثرها الآن في تاريخنا المعاصر خاصة فى الحقبة الأخيرة، وها قد نجحت الدراما فى تجسيد العديد منها، ولاقت نجاحاً منقطع النظير، وإقبالاً ومشاهدة فاقت كل التصورات.

منها على سبيل المثال لا الحصر فيلم «السرب»، وهو عمل فني ضخم من الأعمال السينمائية التي تجسد وتؤرخ عظمة ووطنية المصريين، ودورهم الباسل، ودور الجندي المصري في ردع كل من تسول له نفسه المساس بالوطن أو المواطنين، ولم لا وهذا هو الجندي الذي قال عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم « إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له سيدنا أبو بكر: ولم يارسول الله؟ قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أظهر هذا العمل الفني مدى صلابة المصريين وعدم تفريطهم في حقهم أو ما يهدد أمنهم واستقرارهم مهما بعدت المسافات، ومدى قدرتهم على التصدي لكل المخاطر والتهديدات بكل حزم وحسم وعقلانية أيضاً، في نفس الوقت أبرز هذا العمل الفني الفريد،  بأن القيادة الوطنية المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبطش بأعداء الدين داعش في درنة بليبيا.
حيث يؤرخ هذا الفيلم لإحدى بطولات القوات الجوية المقتبس عن الضربة الجوية التى نفذتها القوات الجوية على مواقع لتنظيم «داعش الإرهابى»، فى ليبيا بعد واقعة مقتل 21 مصرياً قبطيا ذبحا على يد هذا التنظيم الإرهابي في درنة الليبية، وبعدها بساعات نفذت القوات الجوية توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى- توجيه ضربة نوعية للثأر من قتلة شهداء مصر فى ليبيا بضربة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش، لتتحقق معها مقولة الرئيس السيسي «مسافة السكة».
تتعالى أصوات المشاهدين عند نهاية تتر العمل بالتكبير وتختلط الفرحة بالدموع، ما يؤكد أن القوة الناعمة بالنسبة للسينما لها التأثر الأقوى فضلاً عن توثيق التاريخ لهذه الحقبة الزمنية للأجيال القادمة، ومدى حجم التحديات التي واجهت الوطن خلال تلك الحقبة التي ضرب خلالها الإرهاب الأسود الدول المجاورة.
لم يكن «السرب» هو العمل الفني الأول رغم نجاحه الساحق وتصدره للايرادات حتى الآن، الذي يوثق مرحلة بطولية في عمر الوطن.. فقد سبقه العديد والعديد من الأعمال السينمائية التي عملت من خلالها القوة الناعمة في  رفع الروح المعنوية والوطنية معا لدى الشباب، أن مصر لديها درع وسيف.

فهناك على سبيل المثال لا الحصر أفلام منها «الطريق إلى إيلات- الرصاصة لا تزال في جيبي- أسد سيناء- حائط البطولات- أبناء الصمت- حتى آخر العمر» و.... وغيرها من الأعمال الفنية وأيضاً العمل الفني الرائع مسلسل «الإختيار»، وجميعها وثقت ملاحم بطولية للمصريين.

ولم لا وقد امتلأت دور العرض والتف الملايين أمام شاشات التليفزيون، ليشاهدوا تلك النوعية من الأعمال الفنية التى تحكي وتؤرخ كل منها على حدة بطولة مصرية حقيقة سطرها أبناء مصر الأوفياء بأرواحهم ودمائهم في سبيل الحفاظ على الوطن.

بطولات أبناء هذا الوطن والمخلصين منه لا تحويها صفحات ولا تسعها شاشات فقد رأينا بأم العين ما تحقق وما زال يتحقق على أرض الواقع في العشر سنوات الماضية من إنجازات..
نعم عشر سنوات من الجد والعمل والإصرار على تحقيق الحلم «الجمهورية الجديدة» التي لطالما حلمنا بها، وكانت التنمية الشاملة التي شهدتها البلاد هي المحصلة التي لا تخطؤها العين، ومشروعات قومية عملاقة؛ لإرساء دعائم الجمهورية الجديدة، الأمر الذى ترتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية في كافة قطاعات الدولة بين الاقتصاد والعمران والتنمية والمرافق والصحة والطاقة والصناعة، يشهدها ربوع الوطن.. عشر سنوات من الفخر والثقة نجحت خلالها مصر فى الانتقال من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة في الداخل إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية في الخارج، ما يؤكد بالقطع على حسن تخطيط القيادة السياسية التي تمتلك بالفعل إرادة وإدارة حقيقيتين لتبحر بهما سفينة الوطن إلى بر الأمان.